تقنى داى
اهلا بكم نشكركم على زيارتكم للمنتدى
نتمنى التسجيل والمساهمه فى بناء المنتدى


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

تقنى داى
اهلا بكم نشكركم على زيارتكم للمنتدى
نتمنى التسجيل والمساهمه فى بناء المنتدى
تقنى داى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اعلام الاسكندرية

اذهب الى الأسفل

اعلام الاسكندرية Empty اعلام الاسكندرية

مُساهمة  Admin الجمعة 21 يونيو - 14:17


الملكة / كليوباترا السابعة
يناير 69 قبل الميلاد
اعلام الاسكندرية %D9%83%D9%84%D9%8A%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA%D8%B1%D8%A7




كليوباترا السابعة
 (باليونانية:Κλεοπάτρα Φιλοπάτωρ) (يناير 69 ق.م - 30 قبل الميلاد) ملكة مصر، الشهيرة في التاريخ والدراما بعلاقتها بيوليوس قيصر ثم ماركوس أنطونيوس ووالدة بطليموس الخامس عشر (قيصرون).          أصبحت ملكة عند وفاة والدها بطليموس الثاني عشر، في العام 51 قبل الميلاد وحكمت تباعا مع شقيقاها بطليموس الثالث عشر وبطليموس الرابع عشر(..،67) وابنها بطليموس الخامس عشر قيصرون بعد انتصار جيوش الروم أوكتافيان (الامبراطور أوغسطس الجديد فيما بعد) على قواتها المشتركة، انتحرت كليوباترا وكذلك فعل أنطونيوس، ووقعت مصر تحت سيطره الرومان.
 
حياتها وحكمها
ولدت العام 69 قبل الميلاد، وصفت كليوباترا بأنها أثرت بنشاط على السياسة الرومانية في فترة حرجة، كما وصفت بأنها جاءت لتمثل، كما لم تفعل اي امرأة أخرى من العصور القديمة، النموذج الأول لرومانسية المرأة الفاتنة.
هي ابنة الملك بطليموس الثاني عشر "أوليتيس "، وكان قد قدر لكليوباترا في أن تصبح آخر ملكة للسلالة البطلمية التي حكمت مصر بعد موت الاسكندر الأكبر في 323 قبل الميلاد وضمها إلى روما في 30 قبل الميلاد.
 أسس السلالة ضابط الأسكندر بطليموس، الذي أصبح الملك بطليموس الأول حاكم مصر. كانت كليوباترا من السلاله البطلمية، فانها ولأسباب سياسية أطلقت علي نفسها لقب "ايزيس الجديدة " وهو لقب ميزها عن الملكة كليوباتراالثالثة، والتي زعمت أيضا انها تجسيد حي للآلهة ايزيس.
عندما توفي بطليموس الثاني عشر في 51 قبل الميلاد، انتقل العرش إلى ابنه الصغير، بطليموس الثالث عشر، وابنته كليوباترا السابعة.
ومن المرجح، ولكن لم يثبت ،أن الاثنان تزوجا فور وفاة الأب. كليوباترا ابنة 18عاما تكبر شقيقها بنحو ثماني سنوات، أصبحت الحاكم المهيمن. الدلائل تشير إلى ان المرسوم الأول الذي فيه اسم بطليموس يسبق لكليوباترا كان في أكتوبر العام 50 قبل الميلاد.
أدركت كليوباترا انها في حاجة لدعم الرومان، أو بشكل أكثر تحديدا دعم قيصر، اذا كان عليها استعادة العرش.



كليوبترا ويوليوس قيصر
 نحت للملكة كليوبترا وابنها قيصرون في معبد دندرة
يقول المؤرخون أن كلا من كليوباترا وقيصر سعيا لاستخدام الآخر، فقيصر سعى للمال لتسديد الديون التي تكبدها من والد كليوباترا اوليتيس، من اجل الاحتفاظ بالعرش. في حين أن كليوباترا كانت عازمة على الاحتفاظ بعرشها، واذا أمكن استعادة أمجاد البطالمة الأوائل واسترداد أكبر قدر ممكن من سطوتهم، والتي شملت سوريا وفلسطين وقبرص. وتوطدت أواصر العلاقة بينهما وولدت له بعد رحيله طفلا أسمته بطليموس قيصر أو بطليموس الخامس عشر (وأطلق عليه الاسكندريون اسم التصغير قيصرون Kaisarion).
تكوينها لجيش ومواجهتها لأخيها
وقع الملك بطليموس الثالث عشر تحت تأثير مستشاريه الذين عملوا على ابعاد كليوباترا وطردها من الاسكندرية للانفراد بالسلطة, فلجأت إلى شرقي مصر واستطاعت تجنيد جيش من البدو لاستعادة موقعها. عند وصولها إلى بيلوزيوم (بور سعيد حاليا) حيث كان يتصدى لها جيش أخيها, وصلت سفينة القائد الروماني بومبي (Pompeius) على اثر هزيمته في معركة فرسالوس (48 ق.م), فما كان من أوصياء الملك الاّ أن دبّروا مقتله, وقدّموا رأسه إلى القائد المنتصر يوليوس قيصر الذي وصل الاسكندرية في 2 أكتوبر عام 48 ق.م. وقد نجحت كليوباترا في اختراق صفوف خصومها بعد أن حاول أخيها بطليموس الثالث عشر التقرب إلى القيصر حيث وجدها فرصة لاعلان ولائه الكامل, وعمل قدر طاقته على تملّقه والتقرب اليه, هكذا بدأت علاقة تاريخية بين قيصر وكليوباترا في القصر الملكي, فقد قرر الوقوف إلى جانبها واعادتها إلى عرش مصر. لكن أوصياء أخيها حرّضوا جماهير الاسكندرية ضد كليوباترا, وزحف الجيش الموالي لهم وحاصروا قيصر وكليوباترا في القصر الملكي, فبدأت حرب الاسكندرية التي حسمها يوليوس قيصر في مطلع عام 47 ق.م بعد أن وصلته النجدات وانتهت بمقتل الملك بطليموس الثالث عشر وأعوانه, وتسلمّت كليوباترا عرش مصر مع أخيها الاصغر بطليموسالرابع عشر وبقي قيصر إلى جانبها ثلاثة أشهر.


كليوباترا وماركوس أنطونيوس
 خريطة الأراضي والأقاليم التي حكمتها الأسكندرية نتيجة اعطائها من قبل ماركوس أنطونيوس الي كليوباتراو أبنائها في سنة 34 ق.م..
بعد اغتيال قيصر في روما ذلك انقسمت المملكة بين اعظم قواده اكتافيوس وانطونيوس فقرراكتافيوس أن يضم مصر إلى الامبراطورية الرومانية، لكن كان امامه الكثير من العواقب، ومن أشدها ماركوس أنطونيوس "مارك أنتوني" الذى أراد في أن ينفردبحكم الامبراطورية الرومانية، ومن ثم فكرت كليوباترا أن تصبح زوجة لماركوس أنطونيوس الذي قد يحكم في يوم ما الامبراطورية الرومانية.حيث جاء مارك انتوني الي مصر وجاءت له كليوباترا خفية لخوفها من ثورات المصريين ضدها وكان مختبأه في سجادة وخرجت منها امام انتوني كعروس البحر وهي في ابهي صورها ووقع انتوني في حبها
كان مارك انتوني متزوجا من اوكتافيا اخت اوكتافيوس(اغسطس) ومنع علي الرومان التزوج بغير رومانية وهنا ظهرت مشكله ارتباطه بكليوباترا وأصبح حليفا لها بدل من أن يضم مصر للامبراطورية الرومانية.
تم تقسيم الامبراطورية الرومانية إلى شرق وغرب, وكان الشرق بما فيه مصر من نصيب انطونيوس، وكان طبيعيا أن تصبح كليوباترا تحت سلطة السيد الجديد انطونيوس، فلتحاربه بسلاح الحب والجمال، ولم تنتظر حتى يأتي اليها في الاسكندرية، ولكنها أبحرت على متن سفينة فرعونية ذهبية مترفة من الشواطئ المصرية، وكان أنطونيوس قد أرسل في طلبها عام 41 ق.م عندما وصل إلى مدينة ترسوس في كيليكية، وذلك ليحاسبها على موقفها المتردد وعدم دعمها لأنصار يوليوس قيصر.
أعجبت كليوبترا بأنطونيوس ليس فقط لشكله حيث كان وسيما (على حد قول المؤرخين) لكن أيضا لذكائه لأن كل التوقعات في هذا الوقت كانت تؤكد فوز انطونيوس، من ثم أعد أنطونيوس جيشا من أقوى الجيوش وتابعت كليوباترا الجيش عن كثب وتابعت خطة الحرب.
 
 
معركة أكتيوم
جرت معركة أكتيوم البحرية الفاصلة غربي اليونان وقررت مصير الحرب. خسر أنطونيوس كثيرا من سفنه في محاولته كسر الحصار الذي ضُرب حوله, وتسارعت الأحداث وعملت كليوباترا كل ما في وسعها لتفادي الكارثة بعد وصول أنباء الهزيمة إلى مصر, وقام أنطونيوس بمحاولة يائسة للتصدي لقوات أوكتافيانوس، قيصر روما الجديد ،التي وصلت إلى مشارف الاسكندرية في صيف عام 30 ق.م, والذي وجد في انطونيوس عقبة أمام انفراده بالحكم ولكن جهوده ذهبت سدى, وعندما بلغه نبأ كاذب بموت كليوباترا فضّل الموت على الحياة.
الانتحار عوضا عن الأسر
عادت كليوباترا الي الاسكندرية بعد خسارتها وماركوس أنطونيوس وخافت كليوباترا ان تؤسر مثلما فعل بأختها كليوباترا السادسة ورود خبر انتحار الأخير بعد الهزيمة في معركة أكتيوم أمام أوكتافيوس، قررت الملكة كليوباترا الانتحار وذلك عن طريق لدغة أفعي الأصلة السامة والذى كان أغرب طرق الانتحار في ذلك الوقت، وكان سبب الانتحار أنها لم تكن تريد أن تمشى في شوارع روما كأسيرة مكبلة بالحديد في مواكب النصر الرومانية كأسيرة لأكتافيوس.


*************************************************************
ا .د / عبد الحميد العبادي
مارس 1892
اعلام الاسكندرية %D8%B9%D8%A8%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%89_jpg




[color]

عبد الحميد العبادى ( أ.د أول عميد لكلية الآداب بالإسكندرية)
ولد بالإسكندرية فى مارس 1892 . وبمدارسها أتم تعليمه الإبتدائى والثانوى . التحق بمدرسة المعلمين بالقاهرة  وتخرج فيها عام 1914 . ودرس العبادى أيضاً القانون وحصل على ليسانس الحقوق .
 شارك مع كل من طه حسين وعبد الحميد العبادى فى وضع أول مشروع  دراسة عن الحياة الإسلامية للعصور المتعاقبة على ظهور الإسلام لكن طه والعبادى لم يلتزما بالمشروع، ونفذه أحمد أمين بمفرده فكتب فجر الإسلام، وضحى الإسلام، وظهر الإسلام، وهو أعظم ما كتب فى هذا الشأن.
 
  بدأ حياته التعليمية بالتدريس فى مدارس الجمعية الخيرية الإسلامية بطنطا والقاهرة وعُين عام 1917 أستاذاً للتاريخ بمدرسة القضاء الشرعى ، وكان بين زملائه المرحوم أحمد أمين . وظلا صديقين حميمين فى لجنة التأليف والترجمة والنشر ، كما كان العبادى صديقاً للشاعر عبد الرحمن شكرى .وعندما افتتحت الجامعة المصرية بالقاهرة عام 1925 أختير عبد الحميد العبادى أستاذاً للتاريخ الإسلامى بكلية الآداب وظل يعمل بها إلى أن أنشئت جامعة الإسكندرية عام 1942 ، فنقا إليها العبادى أستاذاً للتاريخ الإسلامى بكلية الآداب وظل يعمل بها إلى أن أنشئت جامعة الإسكندرية عام 1942 ، فنقل إليها العبادى عميداً لكلية الآداب وأستاذاً للتاريخ الإسلامى ، وظل يشغل هذا المنصب عشر سنوات إلى أن أُحيل على المعاش عام 1952 ، وفى أثناء تدريسه بالجامعة أنتدب للتدريس بالجامعة الأزهرية وكلية دار العلوم وكلية الآداب بجامعة عين شمس ، وعقب إحالته إلى المعاش ، عُين أستاذاً للتاريخ بمعهد الدراسات العليا التابع لجامعة الدول العربية وظل يشغل هذا المنصب إلى أن أشتد به المرض وسافر إلى لندن للعلاج لمدة ثلاث شهور ثم عاد إلى مصر وتوفى فى أغسطس 1956 
  وكان العبادى عضواً بكثير من الهيئات العلمية والثقافية بلجنة التأليف والترجمة والنشر وعضواً بمجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية ، وعضواً  بمجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية ، وعضواً بالمجمع المصرى للغة العربية . وعضواً مراسلاً بالمجمع العلمى العربى بدمشق كما مثلمصر والجامعات المصرية فى عدد من المؤتمرات الدولية ومنها مؤتمر المستشرقين .
 
  ومن مؤلفاته كتاب صور من التاريخ الإسلامى  1948 وكتاب عن الدولة العباسية والأندلس وله كتاب مجمل تاريخ الأندلس وترجم إلى العربية كتاب علم التاريخ تأليف هرنشو ، كما ترجم مشتركا مع محمد بدران كتاب تاريخ المسألة المصرية الذى ألفه تيودور وتشيستين ( صديق مصطفى كامل ومحمد فريد) وحقق بالاشتراك مع الدكتور طه حسين كتاب نقد النثر المنسوب لقدامة بن جعفر ، وراجع كتاب الحضارة الإسلامية الذى ترجمه عن الإنجليزية الأستاذ جاويد . ونشر الكثير من المقالات التاريخية ، والأدبية فى الصحف والمجلات .
 
------------------------------------------------------------------------------

[/color]
الشاعر/ محمود بيرم التونسي
1893
اعلام الاسكندرية %D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3%D9%8A_jpg




[color]

شاعر الشعب
    
               
                                 
محمود بيرم التونسي  من الشعراء الوطنيين ، كانت كلماته سلاح مشهر ضد الحكم الفاسد والاحتلال الأجنبي
 وقد اقترن اسم بيرم التونسي في مجال الغناء  على الأخص باثنين من رواد الملحنين هما سيد درويش و زكريا أحمد
قال عنه أمير الشعراء أحمد شوقي: " أخشى على الفصحى من عامية بيرم "
يعد بيرم التونسي من أعلام الزجالين في مصر والوطن العربي ، التحم بالناس وعبر عنهم وعن مشاكلهم فاستحق أن يكون شاعر الشعب ، وبيرم التونسي يعتبر علامة هامة في تاريخ الزجل في مصر يتوقف أمامه الجميع بالإجلال والاحترام والدراسة والتحليل .
لم يكن بيرم التونسي مجرد شاعرا أو زجالا فقط وإنما كان مناضلا وطنيا ومصلحا اجتماعيا ، وأديبا ثوريا يدعو إلى نهضة البلاد في كافة مجالاتها ، وكان يدعو إلى حياة أفضل لطبقات الشعب الكادحة ، وقد ظل بيرم لمدة نصف قرن ينشر المئات من المقطوعات الزجلية باللغة العامية ، والقصائد الشعرية باللغة الفصحى ، وكذلك المقالات ، والحكايات ، والمقامات التي تتناول المشاكل الاجتماعية والأحداث السياسية ، وكان يكتب كل هذه الأشكال الأدبية الرائعة في شكل نقد لاذع ، وسخرية حادة ، وقد ساعده على ذلك نشأته في الأحياء الشعبية بالإسكندرية ، تلك الأحياء التي تتسم بروح الفكاهة والنكات والسخرية والنقد المستمر لأوضاع المجتمع ، وقد عرضه نقده اللاذع هذا للاضطهاد المستمر من جانب الاستعمار وغيره من السلطات الحاكمة
 
 مولده ونشأته
 
ولد "محمود محمد مصطفى بيرم التونسي" في السيالة  بحي الأنفوشي بالإسكندرية بشارع البوريني بالسيالة في 3 مارس 1893، وهو أحد أحياء الإسكندرية الشعبية العريقة  ولكن والده سجّله ضمن مواليد حي الأزاريطة في جهة الرمل. وسمي التونسي لأن جده لأبيه كان تونسياً انتقل الى الحجاز ثم جاء الى الإسكندرية فاستقر بها مع عائلته 
كان لبيرم أخت واحدة من والده وكانت تكبره بحوالي عشرين عامًا، وكان والده يمتلك مع أبناء عمومته دكانًا لبيع الحرير، فكان مثل باقي التجار يريد تعليم ابنه، فما لبث أن أرسله وهو في الرابعة من عمره إلى ( كتاب الشيخ جاد الله )، وأوصى الشيخ بقوله: " افعل ما تريد" فكأن الشيخ ينتظر سماع هذه الجملة حتى ينهال على الصغير بالضرب، وكان الطفل محمود يفر من الكتاب نتيجة لقسوة هذا الشيخ فإذا أعاده أبوه عاقبه الشيخ بالضرب بالعصا ، وقد ترك كل هذا أثرا سيئا في نفس بيرم وجعله يكره التعليم بالنظم القديمة .
ويئس الوالد من تعليم ابنه، فسلّم بذلك وأخرجه من الكتاب وأرسله ليعمل في دكان الحرير مع أبناء عمومته، حتى ليقول بيرم عن هذه الفترة: إنه لم يستفد من هذا الشيخ إلا إلمامه بمبادئ القراءة والكتابة فقط، أما حبه وشغفه بالقراءة والمعرفة فلم يكن ليتعلمها أبدًا بهذا الأسلوب العنيف في التربية!
ويحاول والده ثانية، فيرسله إلى "مسجد المرسى أبو العباس" وكان به معهد ديني، وهناك شغف بيرم بمراقبة الطلبة الأكبر منه سنا حيث كانوا يقرأ ون وهم يروحون ويجيئون في أرجاء المعهد، وبالفعل أخذ الصغير يقلدهم ويشتري الكتب ويحاول قراءتها بنفس الطريقة فما كان منهم إلا أن سخروا منه!
، مات والده وهو في الرابعة عشرة من عمره ، فانقطع عن المعهد وارتد إلى دكان أبيه ولكنه خرج من هذه التجارة صفر اليدين
وأصبح بيرم هو المسئول عن أمّه ماليًا؛ إذ إن الأب لم يترك لهم شيئًا، بل ويؤكد له أبناء عمومته أن والده قد باع لهم الدكان قبل وفاته، فيضطر أن يعمل كصبي في محل بقالة، وذات يوم يترك بيرم عمله ويذهب لسماع المواويل في المولد، فيطرده صاحب العمل.
وفي تلك الأثناء يتعرف بيرم مصادفة على أحد البنّاءين الذي كان يحكي له بعض الأدوار والطقاطيق القديمة؛ وهو ما يدفع بيرم بعد ذلك إلى محاولة معرفة المزيد، فلا يجد سبيلاً إلى ذلك غير شراء كتب الأساطير الشعبية مثل "ألف ليلة وليلة"، "أبو زيد الهلالي"، وكانت هذه الكتب تحتوي على أبيات من الشعر، وصادفت ميلاً عند الصبي. ووقعت في يده مصادفة مجموعة أشعار لابن الرومي، التي اعتبرها بيرم من أمتع ما قرأ.
وفي السابعة عشرة من عمره تزوجت أمه، ثم ماتت بعدها بوقت قصير،وورث عن أمه بعض المال والذي افتتح به دكانا للبقالة يشترك فيه  مع أحد الصيادين ، ويتزوج بيرم من ابنة عطار بالحي ليعيش معها في بيت أبيها ، ولم يلبث بيرم أن أخذ يقرأ كل ما يقع تحت يديه من قصاصات الورق والكتب، التي كان من المفترض أن يبيع فيها الجبن،  وهو ما يدفعه نحو العلم فيذهب لشراء الكتب ومخالطة طلبة العلم؛ فلم يكن يعجبه -وهو قليل العلم- ما يلاقيه منهم، من عدم اهتمام بالثقافة العامة، واقتصارهم على المقررات العلمية!
وبعد فترة يفلس مشروعه، بسبب عدم اهتمامه به وبسبب إنفاقه كل ما يأتيه منه على شراء الكتب! فيبيع منزل والدته، ويفكر في مشروع آخر، فيحاول أن يبيع السمن، وكان البلد في هذه الفترة يعيش مرحلة متوترة بشدة، حيث أعلنت إنجلترا أن حكمها يقوم على رعاية مصالح الأجانب وحمايتهم، وكان الإنجليز يتعاملون على أنهم أصحاب البلاد، وبالتالي كانوا يفرضون الضرائب الباهظة ، ويتحكمون في البلاد وفي المواطنين بمنتهى الصلف والاحتقار.
كان محمود بيرم التونسي ذكياً يحب المطالعة ، تساعده على ذلك حافظة قوية ، فهو يقرأ ويهضم ما يقرؤه في قدرة عجيبة ، فأخذ يتردد على مكتبة البلدية بشارع أبي الدر داء ، وكان يقرأ بها كتب الأدب ، ودواوين الشعر والزجل ، ومقامات الحريري والهمزاني ، وبدأ في تقليدها ، وتأثر بسابقيه من أمثال عبد الله النديم ، وعثمان جلال ، والقوصي ، وإمام العبد ، وغيرهم .
بداية شهرته
بدأت شهرته عندما كتب قصيدته " بائع الفجل " التي ينتقد فيها المجلس البلدي في الإسكندرية الذي فرض الضرائب الباهظة وأثقل كاهل السكان بحجة النهوض بالعمران ، وبعد هذه القصيدة انفتحت أمامه أبواب الفن فانطلق في طريقها ودخلها من أوسع الأبواب .
وقصيدة المجلس البلدي الشهيرة يعبر فيها بيرم عن سخريته من موقف المجلس البلدي الذي كان يغالي في فرض الضرائب على أبناء الشعب فيقول فيها:
قد أوقع القلبَ في الأشجانِ والكمدِ
هوى حبيبٍ يُسمّى المجلس البلدي
ما شرّد النومَ عن جفني سوى
طيف الخيال، خيال المجلس البلدي
 
.. حتى يقول
 
كأنّ أمي أبلّ الله تربتها
أوصت فقالت: أخوك المجلس البلدي
أخشى الزواج، فإنْ يومُ الزواج أتى
يبقى عروس صديقي المجلس البلدي
وربما وهب الرحمن لي ولدًا
في بطنها يدّعيه المجلس البلدي
يا بائع الفجل بالمليم واحدةً
كم للعيال؟ وكم للمجلس البلدي؟
 
وتحدث هذه القصيدة صدى هائلاً في جميع الأوساط، حتى الشعبية منها، بل لقد طلب المجلس البلدي ترجمة القصيدة.
 وبعد أن وقفت قدم بيرم التونسي على أرض صلبة – بالنظر إلى موهبته- اتجه بيرم إلى نوع آخر، وهو القصائد الزجلية أي أنه اختار الكتابة بلغة الشعب؛ وذلك بهدف أن تصل قصائده إلى كل فئات الشعب. ويتعرّف بيرم بـ"سيد درويش" ويكتب له أول قصيدة وطنية فيقول:
اليوم يومك يا جنود
متجعليش للروح تمن
يوم المدافع والبارود
مالكيش غيره في الزمن
هيا اظهري عزم الأسود
في وجه أعداء الوطن
عارٌ على الجندي الجمود
إلا إذا لفّه الكفن
ويفقد بيرم زوجته في هذه الفترة وقد تركت له ولدين (محمد و نعيمة) فلا يستطيع أن يعتني بهما فيتزوج بعد وفاة زوجته بـ 17 يومًا.
 
بيرم والمسلة
 
وتشب في تلك الفترة ثورة 1919 فيجند بيرم قلمه لمساندة الثورة ، والدفاع عنها وعن قضية الاستقلال
وفي الإسكندرية يصدر جريدة "المسلة" في 4 مايو 1919م يكون شعارها "المسلة – لاهي جريدة ولا مجلة " ويقول: إن سبب هذه التسمية، أن لفظ المسلة يعود إلى الفراعنة حيث كانوا يطلون مسلاتهم باللون الذهبي والفضي حتى تعكس أشعة الشمس للمصلين داخل المعابد. إلى جانب أن هذه المسلة ذات أطراف مدببة جارحة، و بالإمكان أن نجعلها كالمنار تبدد الظلام والجهل من حياة المصريين، ويكون لأطرافها المدببة –مثل كلمات بيرم القاسية– أقوى أثر على حياتهم وفكرهم.
وقال في إحدى قصائده:
ما تمدغيش للعيال الأكل بأسنانك
والنفخ في الأكل، سن، في عرض أيمانك
إخّيه عليكي، بقيتي خصلتك سوده
ما تسمعيش الكلام تنشكّي في لسانك
 
ويوجه النقد لنصف المجتمع المهمَل والمهمِل -المرأة- فيخاطب المرأة بأسلوبها ويقول:
 
وبطّلي قُولة العفريت والغوله
لَيطلع الواد عبيط والبِتّ مخبولة
متعرفيش الكلام ده يتلف الأولاد
ويفرّجوكي المرار وتعيشي مخبولة
 
ويستقبل الجمهور العدد الأول من جريدته -الذي وزعه بيرم بنفسه- بترحاب شديد. وليكون بيرم في قلب الأحداث،  و ينتقل إلى القاهرة ويؤجر حجرة بها، ويؤلف في هذه الفترة أوبريت جديد بالاتفاق مع "سيد درويش" ويقررا أن يكون مضمونه سياسيًا لكي يبثوا في دماء الشعب الحماسة.. ويكتب بيرم في الأوبريت:
 
أنا المصري كريم العُنصرين
بنيت المجد بين الأهرمين
جدودي أنشئوا العلم العجيب
ومجرى النيل في الوادي الخصيب
ويواصل بيرم نشاطه في صحيفته فيصدر في العدد 13 قصيدة بعنوان "البامية الملوكي.. والقرع السلطاني" وفيها ما يفيد أن وريث العرش الجديد –وهو الملك فاروق- وُلد بعد أربعة أشهر فقط من الزواج!
وعلى إثر هذه القصيدة أمر السلطان بإغلاق الصحيفة فورًا، فأصدر بيرم جريدة أخرى سماها "الخازوق"، وواصل هجومه فيها على الأسرة المالكة،فهاجم فيها السلطان  فؤاد ومحافظ القاهرة والذي كان متزوجا من ابنة السلطان فؤاد  لدرجة أن السلطان اتصل بالقنصلية الفرنسية -التي كانت تتدخل في شئون مصر بزعم حمايتها للأجانب، وبما أن أصل بيرم (أبو الجد) غير مصري؛ يكون بيرم تحت الحماية الفرنسية- لترحله فورًا إلى بلده تونس.
 
نفي بيرم خارج مصر
 
وفعلاً يتم طرد بيرم في 25 أغسطس 1920 ولا يُسمح له حتى بوداع أهله، وكان عمره وقتها سبعة وعشرين عامًا، وتم نقله في مركب إلى تونس تاركا خلفه زوجته وولديه الصغيرين بالإسكندرية
نفي بيرم  إلى تونس بسبب مقالة هاجم فيها زوج الأميرة ( فوقية ) ابنة الملك فؤاد .
عند وصول بيرم إلى تونس أول ما بحث عنه هو السبب الذي من أجله تم طرده من مصر، ثم البحث عن أصوله التونسية، وبالفعل استطاع الوصول إليهم، وفوجئ بهم يذكرون أول ما يذكرون أصله، وأنه "ولد الجارية" التي أهداها السلطان التركي لجدهم، فيتركهم بيرم وهو يشعر بأنه منفي إلى بلد غريب عنه.
ولا يسمح له حاكم تونس بمزاولة أي عمل صحفي ، ولم يطق العيش في تونس فسافر إلى فرنسا ليعمل حمّالاً في ميناء ( مرسيليا ) لمدة سنتين .
وكان عمله هناك مجرد وسيلة يضمن بها بقاءه على قيد الحياة ، وكان لهذا العمل الشاق –بجانب مشقة الغربة- أثر كبير في صقل موهبته
وبعدها استطاع أن يزوّر جواز سفر له ليعود به إلى مصر ، فيعود إلى أزجاله النارية التي ينتقد فيها السلطة والاستعمار آنذاك ، ولكن يلقى عليه القبض مرة أخرى لتنفيه السلطات إلى فرنسا ويعمل هناك في شركة للصناعات الكيماوية ولكنه يُفصل من عمله بسبب مرض أصابه فيعيش حياة ضنكاً ويواجه أياماً قاسية ملؤها الجوع والتشرد ، ورغم قسوة ظروف الحياة على بيرم إلا أنه استمر في كتابة أزجاله وهو بعيد عن أرض وطنه ، فقد كان يشعر بحال شعبه ومعاناته وفقره المدقع . ، فمع انشغال بيرم الدائم بانتقاد الأوضاع الاجتماعية والسياسية في بلده (مصر) –على الرغم من بعده عنها- واصل بيرم عمله الزجلي بشكل آخر، حيث عقد مقارنات بشكل أدبي أيضًا بين مصر وباريس.
 
ويأخذ بيرم في مراسلة الفرق المسرحية ليجد ما يسد به جوعه فيكتب بيرم ويقول:
 
يا باريز يام بلاد برّه
يا مرّبيه لامارتين
بعتتْ لك أم الدنيا
شاعر في الشعر متين
يعمل أشعار لصعايده
وبنات وفلاحين
وتلامذه وأزهريه
وخوجات ومفتشين
إياك ما يموتش عندك
في بيوت المساكين
 
وتظل توجه الدنيا ضرباتها لبيرم، حتى يتنكر له الكثير من أصحاب الجرائد التي يراسلها فيعبر عن آلامه ويقول:
 
الأوّله مصر، قالوا تونس ونفوني
والتانيه تونس، وفيها الأهل جحدوني
والتالته باريس، وفيها الكل نكروني
الأوله مصر، قالت تونس ونفوني.. جزات الخير
والتانيه تونس، وفيها الأهل جحدوني.. وحتى الغير
والتالته باريس، وفيها الكل نكروني.. وأنا مولي ير
ومن أبرز ما أنتجه بيرم، نقد ومقارنة اجتماعية بين باريس ومصر وسماها "السيد ومراته في باريس"، وكان بيرم يرسل أجزاء هذا العمل إلى صديقه "عبد العزيز الصدر" الذي جمعه وأصدره في جزأين على نفقته الخاصة ولحسابه! وتم استخدام هذا العمل في دراسة اللهجة العامية المصرية في قسم اللغات الشرقية في جامعة برلين؛ إذ يتناول قصة سفر رجل وزوجته إلى باريس و تأثرهما الإيجابي بالعادات الغربية مع تمسكهما بهويتهما العربية.
وفي عام 1932 حدثت أزمة اقتصادية في فرنسا  فتم ترحيل الشاعر من فرنسا إلى تونس لأن السلطات الفرنسية قامت بطرد الأجانب فأخذ بيرم يتنقل بين لبنان وسوريا ولكن السلطات الفرنسية قررت إبعاده عن سوريا لتستريح من أزجاله الساخرة واللاذعة إلى إحدى الدول الأفريقية ولكن القدر يعيد بيرم إلى مصر عندما كان في طريق الإبعاد لتقف الباخرة التي تُقلّه بميناء " بور سعيد " فيقف بيرم باكياً حزيناً وهو يرى مدينة بور سعيد من بعيد ، فيصادف أحد الركّاب ليحكي له قصته فيعرض هذا الشخص على بيرم على بيرم النزول النزول في مدينة بور سعيد ، وبالفعل استطاع هذا الشخص أن يحرر بيرم من أمواج البحر ليجد نفسه في أحضان مصر . فدخل القاهرة في مايو عام 1938م ، واختبأ عند ابنته فترة من الزمن ، وعندما نما الى علم رجال الأمن نبأ عودته بدأوا يلاحقونه ، ويبحثون عنه ، وكان وزير الداخلية وقتها محمود باشا النقراشي والذي كان معجبا بكفاحه ، ومعجبا أيضا بفنه فأمر رجاله بتركه حرا ، فكفوا عن مطاردته .
ثم يقدم التماساً إلى القصر بواسطة أحدهم فيعفى عنه وذلك بعد أن تربع الملك فاروق على عرش مصر فعمل كاتباً في أخبار اليوم وبعدها عمل في جريدة المصري ثم نجح بيرم في الحصول على الجنسية المصرية فيذهب للعمل في جريدة الجمهورية ، وقد قدّم بيرم أعمالاً أدبية مشهورة ، وقد كان أغلبها أعمالاً إذاعية منها ( سيرة الظاهر بيبرس ) و ( عزيزة ويونس )
ومن أشعار بيرم :
قال: إيه مراد ابن آدم؟
قلت له: طقه
قال: إيه يكفي منامه؟
قلت له: شقّه
قال: إيه يعجّل بموته؟
 قلت له: زقه
قال: حـد فيها مخلّد؟
قلت له: لأه
قال لي: ما دام ابن آدم بالصفات دي
نويت أحفظ صفات ابن آدم كل ما اترقى
 
وإلى جانب الزجل النقدي قدم بيرم ألوانا أخرى من شعر العامية منها الو صفى والعاطفي الغنائي والمسرحي
 
بيرم وأم كلثوم
 
تعرف بيرم التونسي بأم كلثوم عام 1941 عن طريق صديق الشيخ زكريا أحمد وكون الثلاثة فريقا غاية في التآلف قدم للموسيقى العربية كنوزا من الأعمال التي اتسمت بالشعبية الجارفة في الكلمات والألحان وبعضها كان في سياق أفلام أم كلثوم في السينما منها فيلم سلامة 1944 وفاطمة 1947 ، وغنت له أم كلثوم ما يزيد عن الثلاثين أغنية آخرها غنتها بعد وفاته بأكثر من 10 أعوام وهى القلب يعشق كل جميل من ألحان رياض السنباطى
 
و من أشهر ما غنت أم كلثوم من كلمات بيرم التونسي وألحان زكريا أحمد:
 
أنا في انتظارك ، الأوله في الغرام ، الآهات ، أهل الهوى ، الأمــــل ، الورد جميل ، غنى لي شوى شوى ، قوللى ولا تخبيش يا زين
 
ومن تلحين رياض السنباطي غنت له شمس الأصيل ، الحب كده ، القلب يعشق كل جميل
واستطاع بيرم كتابة قصائد من أروع ما غنت أم كلثوم منها "أنا وأنت"، "الآهات"،  "كل الأحبة" ويقول مطلعها:
 
كل الأحبة اتنين اتنين
وأنت يا قلبي حبيبك فين
يطلع عليَّ البدر جميل
يا بدر مالي أنا ومالك
ما ليش يا بدر نديم وخليل
أوريه ويوريني جمالك
نورك يا بدر يزيد
وتبقى ليلة عيد
ليله ما يطلع على أليفين اتنين
اتنين وانت يا قلبي حبيبك فين
 
وفي أغنية "الأولة في الغرام" قال:
 
الأوّله في الغرام والحب شبكوني
والتانيه بالامتثال والصبر أمروني
والتالته من غير ميعاد راحوا وفاتوني
الأوله في الغرام والحب شبكوني، بنظرة عين
والتانيه بالامتثال والصبر أمروني، وأجيبه منين؟
والتالته من غير ميعاد، راحوا وفاتوني، قولولي فين؟
 
 
ويكتب لها بيرم أيضًا الأغنية الدينية "القلب يعشق كل جميل"، وهي من القصائد الصوفية (العشق الإلهي) وأيضًا القصائد الوطنية مثل "صوت السلام".
 
أما آخر أغنية كتبها بيرم لأم كلثوم، فهي رائعته "هوه صحيح الهوى غلاب" حيث أذاعت أم كلثوم خبر وفاته على الهواء مباشرة في 1961 عن عمر يناهز 68 عاما، بعد أن نال منه الربو
 
ومن أعمال بيرم التونسي الكبرى ظهرت للوجود أوبريتات منها:
 
أوبريت شهرزاد ألحان سيد درويش
 
أوبريت عزيزة ويونس ألحان زكريا أحمد
 
تكريمه ووفاته
 
وفي سنة 1960م يمنحه الرئيس جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية لمجهوداته في عالم الأدب .
وظل إلى آخر لحظة في حياته من حملة الأقلام الحرة الجريئة ، وأصحاب الكلمات الحرة المضيئة حتى تمكن منه مرض الربو وثقل السنين فيتوفى في 5 يناير 1961م بعد أن عاش 68 عاماً .ويظل بيرم التونسي  إلى وقتنا هذا أمير الزجل بلا منازع
 
--------------------------------------------------------------------------------

[/color]
الفنان / سيد درويش
17/03/ 1892
اعلام الاسكندرية %D8%B3%D9%8A%D8%AF%20%D8%AF%D8%B1%D9%88%D9%8A%D8%B4_jpg




[color]

الاسم :  السيد درويش البحر
الوالد : المعلم درويش البحر
صناعته: نجار
الوالدة:  ملوك بنت عيد
البلد: الإسكندرية
الجهة: كوم الدكة 
المنزل: 112 حارة البوابة الشهيرة بحارة الحاج بدوىبشارع السوق
الداية: فطومة الوردانية
شيخ الحارة: بسيونى العدس
قسم : العطارين
تاريخ الميلاد: 17 مارس 1892 الساعة 9 صباحا
 
ولد سيد درويش بمدينة الإسكندرية من أبوين فقيرين فكان لوالديه قرة عين لأنه أول ذكر رزقا به بعد ثلاثة بنات وهن (فريدة – ستوتة- زينب ) وكانت الأولى والثانية متزوجتين عند ميلاده وتزوجت الصغرى وهو فى سن العاشرة.
 
نشأته وتعليمه:
نشأ سيد درويش بين والديه واخواته كما ينشأ كل طفل مدلل وكان موسيقيا بالفطرة إذ كانت والدته تقول أنه لم يكن قد بلغ الأربعين يوما وإذا سمع صوتا حنونا أو موسيقيا يترك ثديها ويدور بعينيه باحثا عن مصدر ذلك الصوت، ونمت معه هذه الظاهرة حتى إذا بلغ الخامسة فألحقه والده (بكتاب سيدى أحمد الخباشى)،
 وتوفى والده ولم يكن سنه قد بلغت السابعة فنقلته والدته إلى مدرسة أهلية أفتتحها شاب من أهل الحى اسمه "حسن افندى حلاوة"
وفى هذه المدرسة تلقى أول شعاع من أشعة الموسيقى،كان أحد مدرسيها "سامى أفندى" مولعا بحفظ الأناشيد والسلامات فلم يلبث سيد درويش الصغير أن فاق جميع أقرانه فى حفظ الأناشيد فعينه رئيسا عليهم وظل بهذه المدرسةعامين يحفظ القرآن الكريم ثم أغلقت المدرسة والتحق سيد بمدرسة شمس المدارس،
كان الطفل سيد درويش بعد انصرافه من المدرسة يجتمع بأصدقائه ممن هم فى سنه ويذهبون إلىمسجد "سيدى حذيفة اليمانى" ويأتون بصندوق كبير من الخشب ليقف عليه سيد درويش وينشدهم ما كان يحفظه من ألحان الشيخ سلامة حجازى وكان أهل الحى يصفقون له ويشجعونه.
 
والتواشيح التى كان يسمعها من المرحومين "الشيخ أحمد ندا" و "الشيخ حسن الأزهرى" وكان يهرب فى المساء من والدته ويذهب مع بعض أصدقائه لسماع إنشاد السيرة النبوية الشريفة من الأستاذين "نداء والأزهرى" بعد ذلك انتسب سيد درويش إلى المعهد الدينى العلمى الذى أنشأه الخديوى عباس وكان بزيه المعمم وكانت أول مرة يضع العمامة على رأسه عندما فكر أحد أصدقائه أن يقيم حفلا فى منزله فدعا سيد وبعض الأصدقاء لإحياء الحفلة فأحضر له عمامة وجبه وقفطانا. انتقل سيد إلى السنة الثانية بالمعهد بمسجد (الشوربجى) بعد أن قضى السنة الأولى فى مسجد (سيدى أبى العباس) فكان يقوم بأداء الآذان الشرعى وبدأت شهرته بما كان يقوم به من إحياء بعض الحفلات بالإسكندرية والحفلات الخاصة لأصدقائه، وقد استمر فى طلب العلم بالمعهد ما يقرب من عامين انقطع بعدها ليخدم السيرة النبوية الشريفة بعد أن رأى أن المعهد سيقف حائلا بينه وبين ما كان يحسه فى نفسه من ميله إلى الموسيقى.
 
سيد درويش وإبراهيم القبانى:
كان سيد درويش يشع رغبة فى حفظ وسماع كبار الموسيقيين أمثال "إبراهيم القبانى- داود حسنى"، كان يحفظ لهما الأدوار المشهورة مثل (المحاسنواللطافة) و(يا مانت واحشنى) و(بافتكارك إيه يفيدك) وكان يغنيها فى الحفلات الخاصة،يروى "محمد عبد ربه القانونجى" الذى كان يعمل مع سيد أنه حصلت مشادة التى أدت أن يرفع الأستاذ القبانى المسدس فى وجه سيد لأنه وضع آهات لدور (المحاسن واللطافة) لم تكن موجودة وليست من تلحينه وأقنعه بعض الأصدقاء أنه وضعها لإعجابه بالدور ودلل على ذلك عندما لحن أول دور له وهو "يا فؤادى ليه بتعشق" نسبه إلى أستاذه القبانى خشيةعدم تصديق الناس أنه من تلحينه لصغر سنه.
 
زواج سيد درويش:
تزوج سيد درويش عندما بلغ السادسة عشرة، وبعد بضعة شهور من زواجه كسدت سوق عمله، فاضطر إلى أن يجارى الزمن فاشتغل لأول مره بالغناء فى فرقة "جورج داخور" التى كانت تعمل بقهوة (الياس) وكانت تحمل الفرقة اسم "كامل الأصيل" واضطرته الظروف بعد حل الفرقة أن يغنى فى مجال لا يليق بكرامته ولا بالزى الذىيرتديه مثل مقهى (أبو راضى) فى حى "الفراهدة" وبدأت الدنيا تضيق فى وجهه فعمل مناولا للبياض وتصادف وجود الأخوين سليم وأمين عطا الله على مقهى بجوار العمارةالتى كان يعمل بها وطلب العمال من سيد أن يغنى شيئا فجلس على السقالة يغنى وما أن سمعه الأخوان حتى اتفقا معه على السفر للأقطارالسورية.
 
الرحلة الأولى:
وهى الأولى فى حياته وذلك سنة 1909 ورزق بولده (محمد البحر) يوم سفره وأمضى فى هذه الرحلة عشرة شهور تعرف خلالها على الأستاذ "عثمان الموصلى" ثمرجع سيد إلى مسقط رأسه وبدأ يجاهد فى سبيل العيش وعاد إلى العمل بالمقاهى فعمل (بمقهى شيبان) بحلقة السمك وكان الشيخ سلامة حجازى يتردد هذا المقهى وكان يشجعه ثمانتقل إلى مقهى بجهة كرموز ثم إلى مقهى الإسماعيلية بمحرم بك وظل يعمل على هذاالمنوال قرابة عامين حتى اشتدت الأزمة فاشتغل كاتبا بمحل لتجارة الأثاث ثم عاودهالحنين إلى فنه فاشتغل فى (بار كوستى) 
 
الرحلة الثانية:
امتنع سيد درويش عن الغناء حتى أرسل الله له "سليم عطا الله" الذى اتفق معه على السفر للرحلة الثانية للأقطار السورية فى عام 1912 وكانت هذه الرحلة هى الحجر الأول فى بناء مجده ووفق فيها ورجع إلى الإسكندرية بعد أن امتلأت جعبته الفنية من فن الأستاذ عثمان الموصلى وأحضر معه الكثير من الكتب الموسيقية وقد عثر على كتاب اسمه "تحفة الموعود فى تعليم العود".
 لقد كان هدف الموسيقى المصرية قبل الشيخ سيد الطرب فقط ولكن الشيخ سيد جعل منها مهنة أكبر وهي استخدام هذا الفن العظيم في الجهاد الوطني والإصلاح الاجتماعي هذا بالإضافة إلى ناحية التطريب في الموسيقى والغناء العربي على أن الطريقة التي سار عليها الشيخ سيد في ألحانه للأوبرا كانت منهجية صحيحة وكأنه متخرج من أرفع المعاهد الموسيقية فكان يتلوا النص الشعري أولا ليتفهم معانيه فهما دقيقا ثم يعيش في بيئته ويعاشر أبطاله ثم يأخذ في إلقاء النص الشعري إلقاءا تمثيليا يناسب عباراته ومعانيه كأنه ممثلا على خشبة المسرح وبعد ذلك يأخذ في إلباسه ثوبه الموسيقي الذي يناسبه ويقول الشيخ سيد أن الموسيقى لغة عالمية ونحن نخطئ عندما نحاول أن نصبغها بصبغة محلية يجب أن يستمع الرجل اليوناني والرجل الفرنسي والرجل الذي يعيش في غابات أواسط إفريقيا إلى أي موسيقى عالمية فيفهم الموضوع الموسيقي ويتصور معانيه ويدرك ألغازه لذلك فقد قررت أن ألحن البروكة على هذا الأساس وسأعطيها الجو الذي يناسب وضعها والذي رسمه لها المؤلف سأضع لها موسيقى يفهمها العالم كله.
إذا أردنا بحث رأي الشيخ سيد في هذا الموضوع فنجده من ناحيته الأولى أنه أراد أن يخرج الموسيقى المصرية عن حدودها المحلية إلى أفقها الواسع حيث يقع عالم الإنسانية الرحب وأما من ناحية أخرى فأرى أن هذا الرأي يحوي على كثير من المبالغة والمغالاة لأن موسيقى كل أمة تنبع من شخصيتها ومن أرضها ومن طبائعها فصحيح أن الموسيقى بحد ذاتها واحدة من حيث أساسها كلغة إنسانية ولكنها مختلفة في صياغة تعابيرها الموسيقية فقد يعبر الرجل الفرنسي أو الإنكليزي عن حادث الفرح أو الألم بتعبير يختلف عن تعبير الرجل العربي السوري أو المصري لأن التعبير الموسيقي الصحيح يخب أن ينبع من شخصية كل أمة ومن أرضها ونفوس أبنائها وقد نستورد أي سلعة من الخارج إلا أن الطبائع والعادات والتقاليد من الصعب استيرادها انتهت حياة هذا الفنان الخالد يوم 15 أيلول من عام 1923 (ويقال أن سبب الوفاة هو زيادة جرعة الأفيون) وله من العمر إحدى وثلاثون سنة وما أقصره من عمر وما أكثره من إنتاج وما أشقه من جهاد في سبيل هذه الحياة القصيرة المتواضعة
تجددت الروح في الطابع الأصيل للمزاج المصري وما زال نشيد بلادي بلادي الذي ألفه في مطلع القرن 20 هو النشيد القومي لمصر اليوم
سيد درويش فى القاهرة:
ضاقت الإسكندرية بفن سيد درويش فنصحه البعض بالسفر إلى القاهرةوأقام له أول حفلة فى كازينو "البسفور" فى عام 1917 واتفق مع جورج أبيض أن يلحن لهرواية "فيروز شاه" ثم اتفق مع نجيب الريحانى على تلحين رواياته وكانت أول رواية هى "ولو" ، كما اسهم سيد درويش فى الحركة الوطنية عام 1919 بأناشيده الوطنية وألحانه الثورية ثم فكر فى أواخر أيامه أن ينشأ فرقة خاصة له حتى يتمكن من إظهار فنه العظيم ويتخلص من متاعب أصحاب الفرق.
 وتوفى الشيخ سيد درويش فى 15 سبتمبر عام 1923 بمسقط رأسه بالإسكندرية التى جاء منها وعاد إليها ودفن فى ثراها.. 
 

-------------------------------------------------------------------------------


[/color]

Admin
Admin

عدد المساهمات : 229
نقاط : 5476
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 25/04/2011
العمر : 27
الموقع : www.gogle.com.eg

https://hmisr25.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى